الاتحاد عزل الوحدة عن الكلاسيكو فأنجز المهمة برباعية

ابتعد الاتحاد بصدارة دوري روشن السعودي للمحترفين، بوصوله إلى النقطة 52، بعد فوزه الثمين والعريض على الوحدة 4-1 في ختام الجولة الـ20، من المسابقة، ليوسع الفارق بينه وبين الهلال صاحب المركز الثاني إلى 4 نقاط، قبل الكلاسيكو المرتقب يوم السبت المقبل بين العميد والزعيم على ملعب الجوهرة المشعة بجدة.

الفوز الاتحادي لم يأت من فراغ، بل سبقه عدة تحديات واجهها الفرنسي رولان بلان المدير الفني لفريق الاتحاد، حيث كان بين خيارين، إما الاعتماد على نجومه المهددين بالإيقاف أمام الوحدة، من أجل ضمان الفوز، وبالتالي سيكون أمام فرصة كبيرة لخسارتهم في الكلاسيكو الصعب أمام الهلال، أو الاعتماد على بدلاء ويجعل الفوز على الوحدة يدخل احتمالات كبيرة.

غامر رولان بلان ودفع بالنجوم المهددين، لقناعته بأن الفريق الذي يريد الصدارة عليه إلا يقع في فخ مقارنات واهية قد تضر الفريق أكثر من الاستفادة منها.

وبعدما تمكن من حسم النتيجة سحب بلان النجوم المهددين، وفي مقدمتهم كانتي وفابنيو، ولم يكن الاعتماد على المهددين هو التحدي الوحيد الذي واجه بلان في مباراة الوحدة، بل كان الاعتماد على بيرجوين رغم تلقيه خبر وفاة جدته قبل المباراة مباشرة، وكان بيرجوين أحد نجوم المباراة.

لم تكن مغامرة بلان السبب الوحيد التي ساعدت الاتحاد في الابتعاد بالصدارة في وقت مهم، لكن لعب قائد الفريق كريم بنزيما دورًَا محوريًا في هذا الانتصار، بتحركاته العرضية بين الخطوط وخلف مهاجمية ببراعة متناهية، مكنته من التسجيل وفي صناعة الأهداف.

إن بنزيما يعيش فترة توهج غير عادية مع الاتحاد، يقدم خلالها نسخة مشابهة من نسخ بنزيما مع الريال على مستوى القيادة والأداء.

والواقع أن الاتحاد قدم واحدة من أجمل مبارياته هذا الموسم أمام الوحدة، رغم التكتلات البشرية التي حاول الأوروجوياني دانييال كارينيو أن يضعها أمام لاعبي الاتحاد، بتضييق مساحات اللعب، وخنق الأطراف، وعمل كثافة عددية في العمق، لكن صبر لاعبي الاتحاد في بناء الهجمة والتريث في الإنهاء، والدقة في خلق الثغرات رغم كثافة التكتلات منحت الزعيم تفوقًا هجوميًا نوعيًا مكن النمور من الوصول إلى مرمى الوحدة في أكثر من مناسبة.

ولا يمكن أن نغفل بحال من الأحوال التألق غير العادي لحارس المرمى رايكوفيتش في الذود عن مرماه، أو حتى في علاج الأخطاء القاتلة لبعض المدافعين، وحتى الهدف الذي تلقاه كان قريبًا من التصدي له، لكن قوة التسديدة وعنصر المفاجأة، والكثافة العددية أمام مرماه، كلها عوامل جعلته يفقد السيطرة على الكرة.

نجح رولان بلان في الفوز على الوحدة، لأنه نجح في تجهيز لاعبيه وفصلهم عن التفكير في الكلاسيكو قبل إنجاز مهمة الوحدة.

بقي التأكيد على أنه لا جديد يقال في جمهور العميد، الذي استشعر أهمية المباراة، فملأ مدرجات ملعب الشرائع، ولم يهدًا دقيقة واحدة طوال المباراة، ليؤكد أنه أحد جماليات دوري روشن.