مختص لـ “اليوم”: العناية بالفم والأسنان في رمضان ضرورية لتجنب المشكلات الصحية

يُعد شهر رمضان المبارك فرصة لتعزيز العادات الصحية، لا سيما العناية بصحة الفم والأسنان، التي تلعب دورًا أساسيًا في الوقاية من المشكلات الصحية المرتبطة بالفم خلال الصيام. ومع تغير العادات الغذائية وانخفاض معدل شرب الماء.

يعاني البعض من جفاف الفم، رائحة الفم غير المرغوبة، وتزايد احتمالية الإصابة بالتسوس والتهابات اللثة.

ولتجنب هذه المشكلات، يجب اتباع ممارسات وقائية تضمن الحفاظ على صحة الفم والأسنان خلال ساعات الصيام.

أكد الأخصائي والأستاذ المشارك في صحة أسنان المجتمع، د. عبدالرحمن بن دحام السفان لـ “اليوم”، أن صحة الفم خلال رمضان تتأثر بعدة عوامل، أبرزها الجفاف الناتج عن قلة شرب الماء، وتراكم البكتيريا نتيجة انخفاض إنتاج اللعاب، وهو ما يؤدي إلى ظهور رائحة الفم غير المرغوبة.

وأضاف أن إهمال نظافة الفم والأسنان خلال الشهر الفضيل قد يؤدي إلى تفاقم هذه المشكلات، مما يستدعي عناية خاصة للحفاظ على صحة الفم أثناء الصيام.

وعن الجدل الدائر حول استخدام معجون الأسنان خلال نهار رمضان، أوضح د. السفان أنه لا حرج في تنظيف الأسنان بالمعجون أثناء الصيام، بشرط الحرص على عدم ابتلاع أي من بقاياه، حتى لا يكون هناك شك في تأثيره على صحة الصيام.

كما أكد أن التخدير الموضعي المستخدم في علاجات الأسنان لا يؤثر على الصيام، لأنه لا يُعد من المواد المغذية التي تصل إلى الجوف.

أما فيما يتعلق باستخدام غسول الفم أو الأدوية الموضعية للفم، فقد أشار د. السفان إلى أن استخدامها مسموح طالما لم يتم ابتلاع أي من مكوناتها، ولكن يُفضل تأجيلها إلى ما بعد الإفطار، خاصة إذا كان هناك احتمال لوصولها إلى الحلق.

وعن إجراء عمليات خلع الأسنان والجراحات الفموية خلال الصيام، أكد د. السفان أن خلع الأسنان لا يفطر الصائم، ولكن يجب الحذر من ابتلاع الدم الناتج عن الإجراء. وفي حال استدعت الحالة تناول أدوية مسكنة أو مضادات حيوية تؤخذ عن طريق الفم، فمن الأفضل تأجيل العلاج إلى ما بعد الإفطار لتجنب أي تأثير على الصيام.

وأضاف أن التهابات اللثة ومشكلات التسوس قد تتفاقم خلال الصيام بسبب إهمال النظافة الفموية، وهو ما يستوجب زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري، خاصة في حال الشعور بأي ألم أو نزيف مستمر في اللثة.

وأشار د. السفان إلى أن استخدام السواك خلال ساعات الصيام لا يؤثر على الصيام، بل هو سنة نبوية موصى بها، حيث يحتوي السواك على مواد طبيعية مضادة للبكتيريا تساهم في تنظيف الأسنان وتقليل تكون الترسبات الجيرية، مما يجعله خيارًا مثاليًا للحفاظ على صحة الفم خلال نهار رمضان.

وشدد د. السفان على أهمية تنظيف الأسنان بانتظام بعد وجبتي السحور والإفطار باستخدام معجون الأسنان والخيط الطبي، وذلك لمنع تراكم البكتيريا وبقايا الطعام التي قد تؤدي إلى التسوس وانبعاث رائحة الفم غير المرغوبة. كما أوصى بالحرص على استخدام السواك خلال ساعات النهار، حيث يساعد في تنظيف الأسنان ومكافحة البكتيريا، مما يسهم في تقليل رائحة الفم الكريهة.

ولضمان ترطيب الفم وتقليل احتمالية جفافه، نصح د. السفان بشرب كميات كافية من الماء بين وجبتي الإفطار والسحور، مشيرًا إلى أن قلة شرب السوائل تؤدي إلى جفاف الفم وتفاقم رائحة الفم غير المستحبة. كما أكد ضرورة تجنب الأطعمة السكرية والمشروبات الحمضية، حيث تساهم هذه الأطعمة في زيادة احتمالية تسوس الأسنان وتآكل طبقة المينا، مما يؤثر سلبًا على صحة الفم.

وأوضح د. السفان أن استخدام غسول الفم والخيط الطبي بعد الإفطار والسحور يساعد في تعزيز صحة اللثة وإزالة بقايا الطعام من الأماكن التي يصعب الوصول إليها بالفرشاة العادية، وهو ما يحد من تراكم البكتيريا ويحافظ على انتعاش الفم لفترة أطول.

وشدد د. السفان على أهمية العناية بصحة الفم خلال شهر رمضان، مؤكداً أن الالتزام بالعادات الصحية السليمة يساعد في الوقاية من التسوس وأمراض اللثة، ويضمن صيامًا صحيًا خاليًا من المشكلات الفموية الشائعة. كما أوصى بضرورة مراجعة طبيب الأسنان عند الحاجة، خاصة عند وجود التهابات أو نزيف مستمر، لضمان علاج المشكلة في الوقت المناسب دون التأثير على الصيام.

وأكد أن اتباع الإرشادات الطبية، والحرص على تنظيف الفم والأسنان بشكل منتظم، بالإضافة إلى تجنب العادات الغذائية الضارة، يسهم في الحفاظ على صحة الفم خلال الشهر الفضيل، مما يضمن صيامًا مريحًا وصحيًا دون أي مشكلات فموية تؤثر على راحة الصائم.