صور| شواطئ الشرقية.. مقصد لهواة ”الحداق“ في صباحات رمضان

تشهد شواطئ المنطقة الشرقية إقبالاً ملحوظاً من هواة صيد السمك، المعروفين محلياً بـ ”الحداقة“، وذلك خلال ساعات الصباح الباكر من شهر رمضان المبارك، ويتجمع هؤلاء الهواة، مسلحين بسناراتهم المتنوعة وخيوطهم القوية، لممارسة شغفهم التقليدي مستغلين أوقات فراغهم في هذا الشهر الفضيل.

وأوضح ممارسون مخضرمون لهذه الهواية أن أفضل الأوقات للصيد غالباً ما تتزامن مع فترة ”المد“، حيث يرتفع منسوب المياه ويزداد تدفقها، خاصة خلال نهار رمضان.

وأشاروا إلى أن هذه الظاهرة الطبيعية تجلب معها أنواعاً متعددة من الأسماك المرغوبة بالقرب من الشاطئ، من أبرزها القرقفان والهامور والزمرور والشعم والكنعد، مما يزيد من فرص الحصول على صيد وفير.

صيد طازج

من جهته، أكد المواطن عبدالرحمن سعيد على القيمة المضافة لهذه الهواية خلال الشهر الفضيل، موضحاً أن القدرة على تأمين صيد طازج لوجبة الإفطار تضاعف من متعة ”الحداق“ وتضفي بهجة خاصة على المائدة الرمضانية العائلية.

ولفت إلى أن ”الحداق“ ليس مجرد رمي للسنارة وانتظار، بل هو فن يتطلب خبرة ودراية وصبراً، مضيفا أن اختيار الطعم المناسب يلعب دوراً حاسماً في نجاح عملية الصيد، حيث يستخدمون أنواعاً مختلفة يأتي في مقدمتها العجين المُعد خصيصاً، بالإضافة إلى الروبيان الطازج، ولحم سمك الميد، وحتى مصارين الدجاج، كلٌ حسب نوع السمك المستهدف وظروف الصيد.

وفيما يتعلق بالمعدات، بيّن المواطن عيسى السالم أن حجم السنارة والخيط يتوقف على حجم الأسماك المتوقع اصطيادها، وأكد على أن استهداف الأسماك الكبيرة، التي قد يتجاوز وزنها 18 كيلوغراماً، يتطلب استخدام سنارات أطول تتراوح بين 5,5 و6 أمتار لتصل إلى مسافات أبعد في البحر، مع ضرورة تجهيزها بماكينة قوية وخيط يتجاوز طوله 200 متر لضمان القدرة على التعامل مع مقاومة السمكة.

ولفت إلى أهمية الخبرة في معرفة أوقات المد والجزر وأنواع الطعوم المناسبة لاستهداف أسماك معينة، لا سيما الكبيرة منها كالهامور.

بدوره، عبر المقيم عبدالسلام مهنا عن تقديره للأجواء الرمضانية المميزة التي تحيط بهواية الصيد على شواطئ الشرقية، معتبراً إياها تجربة ثقافية غنية تتيح له الاستمتاع بجمال البحر وهدوء الصباح الباكر والاندماج في التقاليد المحلية خلال الشهر الكريم”.

وأشار إلى أن ممارسة الصيد على شواطئ الشرقية خلال شهر رمضان تحمل طابعاً فريداً ومذاقاً مختلفاً، معربا عن تفضيله الشخصي لوجود السمك الطازج الذي يصطاده بنفسه على مائدة الإفطار، مؤكداً أن هذه العادة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من طقوسه الرمضانية منذ سنوات طويلة، حيث يجد في زيارة مواقع الصيد متعة خاصة تجمع بين الهواية وتأمين جزء مميز من وجبة الإفطار.