ولي العهد الليبي محمد السنوسي يعقد اجتماعات تشاور وطنية مع الليبيين من جميع أنحاء البلاد

ولي العهد الليبي محمد السنوسي يعقد اجتماعات تشاور وطنية مع الليبيين من جميع أنحاء البلاد

في الرابع والعشرين من ديسمبر 2024، بمناسبة يوم استقلال ليبيا، ألقى ولي العهد محمد الحسن الرضا السنوسي خطابًا مليئًا بالتاريخ والأمل ورؤية حازمة لمستقبل البلاد. تحدث فيه إلى الليبيين والمجتمع الدولي، مشيدًا بإنجازات جيل مؤسسي ليبيا ومؤكدًا على دور الملكية في ترسيخ هوية وطنية متماسكة. جاءت كلمته، في وقت تعيش فيه ليبيا حالة من الانقسام والتدخلات الخارجية، لتكون تأملًا في الماضي ودعوة للعمل من أجل الوحدة والتجديد.

سلط ولي العهد الضوء على إنجازات الاستقلال الليبي في عام 1951، عندما تغلبت البلاد على تحديات هائلة لتحقيق السيادة تحت نظام ملكي دستوري. هذا الإطار، الذي كُرس في دستور الاستقلال لعام 1951، لم يكن مجرد نظام حكم بل رمزًا موحدًا لهوية ليبيا، حيث وفر هيكلًا واستقرارًا لبلد متعدد الأعراق والثقافات، وصف ولي العهد الملكية بأنها حجر الأساس للنسيج الوطني الليبي، الذي يربط المناطق والمجتمعات من خلال إرث مشترك من تقرير المصير والكرامة. مستلهمًا من هذا التاريخ، دعا الليبيين إلى استعادة هويتهم المشتركة وإعادة بناء وطنهم على الأسس التي وضعت خلال العصر الذهبي للبلاد من 1951 إلى 196.

في خطابه، دعا ولي العهد إلى العودة إلى دستور استقلال عام 1951 الديمقراطي، الذي وصفه بأنه “شهادة ميلاد” ليبيا ونموذجًا للحكم الشامل، وهو الأول من نوعه الذي تم صياغته بواسطة الأمم المتحدة. وأكد أنه بعد سنوات من التجارب السياسية الفاشلة والانقسام المتزايد، حان الوقت لليبيين لتبني هويتهم التاريخية واعتماد نظام حكم يحمي الوحدة والسيادة. شدد على أن الملكية ليست بقايا من الماضي بل مؤسسة حيوية تجسد قدرة ليبيا على الحكم الذاتي والازدهار، مقدمة مسارًا مجربًا لمواجهة التحديات الحديثة.

تتضاعف أهمية رسالة ولي العهد في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة، وخاصة سقوط النظام في سوريا في الثامن من ديسمبر 2024. الانهيار السريع وغير العنيف بشكل كبير لحكومة الأسد أبرز هشاشة الدول التي تفتقر إلى هوية وطنية متماسكة أو أطر حكم شاملة. تواجه ليبيا تحديات مماثلة من الانقسام الداخلي والتدخل الأجنبي.

مبادرة ولي العهد لإطلاق حوار وطني بقيادة ليبية تمثل بارقة أمل في هذا السياق، استجابة لدعوات واسعة من الليبيين الذين أعربوا عن إحباطهم من عقد من جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة دون جدوى، أطلق ولي العهد سلسلة غير مسبوقة من المشاورات العام الماضي، هذه النقاشات، التي تعد أول جهد ليبي شامل وغير تقسيمي منذ الاستقلال، جمعت آلاف الأصوات المتنوعة – من زعماء القبائل، والنشطاء الشباب، ورؤساء الدين، وممثلين من جميع شرائح المجتمع – لوضع رؤية موحدة لمستقبل البلاد، وكان من أبرز محاور هذا الحوار الاعتراف بأن الملكية، كما ينص عليها دستور الاستقلال، توفر الاستقرار والتماسك اللازمين لإعادة بناء دولة ديمقراطية.

عندما يحين الوقت المناسب، ستشهد المرحلة التالية من هذا الحوار الوطني عقد ولي العهد اجتماعات في المدن الليبية لتعزيز التوافق والمضي قدمًا نحو التنفيذ. يعكس هذا النهج القاعدي التزامه العميق بعملية بقيادة ليبية، تضع تطلعات الشعب فوق الأجندات الخارجية، وفي الوقت نفسه، دعا المجتمع الدولي لدعم هذه الجهود، وحث القوى العالمية على تأييد حل يحترم سيادة ليبيا ويعترف بدور الملكية كقوة موحدة.

التشابهات بين سوريا وليبيا لافتة.، فكلا البلدين عاشا سنوات من الاضطرابات التي تفاقمت بسبب التدخلات الأجنبية، ويظهران مخاطر الانقسام في غياب قيادة قوية موحدة. تمثل الملكية، بدورها التاريخي في توحيد ليبيا، حصنًا ضد المزيد من الانقسام والاستغلال الخارجي.

مع احتفال ليبيا بيوم استقلالها، يأتي خطاب ولي العهد كتذكير بفخر الأمة بتاريخها ورؤية لمستقبلها، من خلال تبني الملكية الدستورية كأساس لهويتها الوطنية، تمتلك ليبيا فرصة لتجاوز تحدياتها والظهور كدولة مستقرة وذات سيادة. في مواجهة الاضطرابات الإقليمية، تقدم رؤية ولي العهد نموذجًا للصمود والوحدة وإعادة اكتشاف الهدف للشعب الليبي.

صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

Similar Posts

2 Comments

  1. ان تحقيق استقرار ونماء بلادنا لن يكون الا بإقتفاء آثار الاجداد الذين حققوا الاستقلال من خلال اختيارهم نظام حكم ملكي نجح في اقامة دولة من تحت الرماد.
    لهذا نقول نعم لعودة مملكتنا الليبية بتفعيل دستور استقلالنا المجيد.
    محمد المهدي فليفلة
    خبير النقل الجوي.

  2. خالص الشكر لكاتب المقال و لجريدة عكاظ اليوم على ماتوليه من اهتمامات للقضايا العربية والإسلامية مع تمنياتي لتسليط الضوء أكثر على عودة الملكية لليبيا على اعتبارها الحل الأمثل لعودة الإستقرار في ليبيا …
    مع خالص الشكر وعظيم الامتنان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *