أدّينا العبادات بأمان
وسط منظومة من الخدمات تقدمها مختلف القطاعات الأمنية والصحية والإسعافية والخدمية والأهلية في مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال شهر رمضان، بمتابعة القيادة وإشراف مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز، وأمير منطقة المدينة المنورة الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، ينعم قاصدو الحرمين الشريفين من معتمرين وزوار ومصلين، بأداء عباداتهم في أجواء إيمانية وروحانية مطمئنة، من خلال تضافر جهود القطاعات كافة؛ فعلى الجانب الأمني تكثّف الجهات الأمنية جهودها في الحرمين الشريفين، لأمن وسلامة الزوار والمصلين، وتعمل مختلف القطاعات الأمنية على تنفيذ خطط متكاملة لتعزيز الأمن وإدارة الحشود وتقديم الدعم الإنساني والخدمات المساندة. وتبرز جهود الأمن العام؛ ممثلةً في القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة، في تنظيم دخول وخروج المصلين وإدارة الحشود داخل الحرم المكي والمسجد النبوي وساحاتهما، من خلال خطط أمنية متطورة تهدف إلى منع الازدحام وانسيابية الحركة، وتوظف التقنية الحديثة كأنظمة المراقبة الذكية والكاميرات الحرارية، لتأمين المصلين والتعامل مع أي طارئ بسرعة وكفاءة. وفي الجانب المروري، تبذل إدارة المرور جهوداً مكثفة لتنظيم الحركة المرورية في المدينتين المقدستين، وخصوصاً في الطرق المؤدية إلى الحرمين الشريفين، لوصول ضيوف الرحمن بسلاسة وأمان، من خلال تنفيذ تخصيص مسارات للمشاة، وإدارة مواقف المركبات، وتوجيهها وفق خطط تواكب الكثافة العددية خلال أوقات الذروة، وتفعيل التقنيات الذكية لمراقبة وإدارة حركة المرور. فيما كثفت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، خدماتها المتنوعة في سبيل خدمة الزوار والمصلين في الحرمين الشريفين، من خلال عمليات تبخير وتطييب قاصديهما بالعود الفاخر، على عدة فترات على مدار اليوم خلال شهر رمضان المبارك. وتنفذ الهيئة جولات لتطييب المصلين داخل الحرمين الشريفين قبل كل صلاة، فيما تتابع توفير مياه زمزم وعمليات التنظيف المستمر داخل الحرمين الشريفين وفي الساحات، إضافة إلى أعمال مراكز ضيافة الأطفال الواقعة في نواحٍ مختلفة ومتخصصة في رعاية الأطفال ليتمكن ذويهم من إداء عمرتهم وصلواتهم وزياراتهم للحرمين الشريفين.
تلطيف أجواء الحرمين
في الجانب الصحي، وفي إطار تعزيز سرعة الاستجابة للحالات الطارئة، وتقديم الرعاية الصحية الشاملة للمستفيدين، خُصصت تجمعات صحية موزعة داخل الحرمين وخارجها لتقديم الخدمات الصحية وكذلك الرعاية العاجلة، إضافة الى تفعيل خدمة (الإسكوتر الإسعافي) داخل الساحات؛ بهدف الوصول السريع إلى المستفيدين وتقديم الرعاية الطبية في أقصر وقت ممكن.
ووفرت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، خدمة حفظ الأمتعة مجاناً للمعتمرين، ووفرت العديد من مراوح الرذاذ لتلطيف أجواء الحرمين الشريفين وساحاتهما، وتعمل الرئاسة عند كل صلاة عبر عمالتها في جميع أنحاء الحرمين الشريفين على غسل الأرضيات مرات عديدة يومياً لضمان سلامة قاصدي البيت العتيق، وتطهير المصليات واستخدام الآليات والمعدات الحديثة على مدار الساعة، كما يتم تعطيرها وتبخيرها وتطييب الكعبة المشرفة، في حين تشهد الساحات وفي داخل الحرمين عند دخول وقت أذان المغرب تسابق الأيادي على تفطير المعتمرين والمصلين والزوار، وعند انتهاء الصائمين من إفطارهم يتم رفع سفر الإفطار في مدة لا تتجاوز الدقيقتين.
مصاحف بلغة «برايل»
خُصصت للأشخاص ذوي الإعاقة مسارات ومصليات خاصة بهم مجهزة بالعديد من الخدمات؛ منها توفير مصاحف بلغة «برايل»، إضافة إلى الأقلام القارئة، وحاملات مرنة للمصاحف، وترجمة الخطب بلغة الإشارة، وتوفير العربات الكهربائية واليدوية لهم ولكبار السن حتى يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة. فيما يشهد الحرمان الشريفان، توزيع وتنظيم الفرق التطوعية لتقديم خدماتهم المختلفة والمشاركة في تنظيم وتفويج وإدارة الحشود.
وفي الجانب التقني، وُفرت العديد من الخدمات الذكية منها الترجمة الفورية لخطب الحرمين وبث الدروس العلمية وترجمتها عبر منصة منارة الحرمين الشريفين إلى لغات متعددة، كما وفرت الرئاسة شاشات إلكترونية إرشادية وتوجيهية بعدة لغات عالمية، ويشرف فريق مختص من مهندسين وفنيين من الكوادر الوطنية على متابعة تشغيل السلالم والمصاعد، وعلى الأنظمة الصوتية، فيما أطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي («سدايا)، بالتعاون مع وزارة الداخلية ممثلة بمديرية الأمن العام منصة «بصير»، لرصد وتحليل حركة الزوار داخل المسجد الحرام، بما يشمل تتبع الحشود، واكتشاف الحركة في الاتجاه المعاكس، والمساعدة في العثور على المفقودين، ووضع شراكة إستراتيجية لتطوير عدد من الخوارزميات الهادفة إلى تحسين الخدمة المقدمة لقاصدي بيت الله الحرام والمسجد النبوي.
نقلات نوعية في خدمة المعتمر
أبدى عدد من قاصدي بيت الله الحرام والمسجد النبوي إعجابهم واشادتهم بالدور الذي تقدمه الجهات الحكومية لخدمة ضيوف الرحمن، وقالوا لـ«عكاظ»: إن الخدمات التي تقدمها المملكة للمعتمرين علامة فارقة لعناية المملكة بضيوف الرحمن ونقلة نوعية في خدمة المعتمر والزائر على حد سواء.
وقال عبدالسلام محمد نور (57 عاماً) من جمهورية مصر العربية: انبهرت بالخدمات الجليلة التي تقدمها مختلف المؤسسات الحكومية بداية من إصدار تأشيرات العمرة حتى وصولنا للديار المقدسة في مكة المكرمة والمدينة. وأشار عبدالسلام، إلى التسهيلات وتذليل الصعوبات للمعتمر حتى رجوعه إلى بلاده، مثمناً التطور العمراني التي شهدته توسعة بيت الله الحرام.
وفي موقع آخر، ثمّن المعتمر محمد عبده العزي (78 عاماً) من اليمن، الجهود المبذولة لخدمة قاصدي بيت الله الحرام، وقال: غمرتني الأجواء الرحمانية منذ دخولي حدود المملكة بالخدمات الجليلة التي تفوق الوصف والراحة النفسية التي وجدتها في رحاب مكة المكرمة وأنا أهم بأداء نسك العمرة. وبيّن العزي، أنه سبق أن أدى فريضة الحج قبل نحو 30 عاماً ووجد فرقاً كبيراً بين الزيارتين مثل التوسعة الكبيرة للمسجد الحرام وتلك الجهود في تنظيم الحشود ومنظومة الخدمات.
فيما أشار حسن صالح (33 عاماً) من اليمن، إلى حزمة الخدمات والتسهيلات التي تقدمها حكومة المملكة والجمعيات الخيرية للعناية بالمعتمر والتسابق في خدمته. وقال شدتني تلك الموائد لضيوف بيت الله الحرام وكمية الوجبات المقدمة. وفي موقع آخر، أكد المعتمر رشيد نوارشي (58 عاماً) من المغرب، أن الفرحة لا تسعه بعد أن أدّى العُمرة وزار المسجد النبوي والمعالم الإسلامية والتاريخية بالمدينة المنورة، لا سيما أنه كان قد أنهى إجراءات القدوم للمملكة عن طريق مطار روما. وأشار رشيد، إلى حجم الخدمات السعودية المقدمة لراحة المعتمرين من إصدار تأشيرات الزيارة وحتى المغادرة والعناية النفسية والصحية لكل زائر. وقال رشيد: إن ثمة جهوداً لا يمكن حصرها تؤكد حرص حكومة المملكة على السعي لراحة زوار بيت الله الحرام والبقاع المقدسة، مبيناً تسابق العاملين في مختلف القطاعات الخدمة لتقديم الخدمات.
«طابة» و«طبابة» في «مركزية المدينة»
تم تدشين الكبسولتين الطبيتين الذكيتين «طابة» و«طِبابة» في المنطقة المركزية الشمالية للمسجد النبوي، لتقديم الخدمات الصحية والاستشارية من خلال عيادة ذكية متخصصة تعتمد بشكل كامل على التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي. وتقدم هاتان الكبسولتان، خدمات الكشف عن الأمراض المزمنة، وإجراء التحاليل الطبية السريعة، وقياس العلامات الحيوية، وتخطيط القلب، كما أنهما مدعمتان بعيادة طبية افتراضية متخصصة مرتبطة مباشرة بمستشفى «صحة» الافتراضي، ما يساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية. و كشفت إحصائية التجمع عن تقديم الخدمات الصحية لأكثر من 22 ألف مستفيد في مشفيَي السلام والحرم ومركز الصافية للرعاية الصحية ومركز جبريل للرعاية العاجلة. فيما تم نقل 242 حالة إسعافية من داخل ساحات المسجد النبوي إلى المنشآت الصحية باستخدام سيارات الغولف والإسكوترات الإسعافية، إضافة الى عمليات قلب مفتوح وعمليات قسطرة قلبية خلال الشهر الكريم.
فيما قدم الهلال الأحمر خدماته الإسعافية من خلال 10 قطاعات عملياتية، وبعدد يصل إلى 90 وحدة إسعافية، تتضمن 54 مركبة إسعافية و20 فرقة تدخل سريع بمختلف أنواعه عبر الدراجات النارية والهوائية والكهربائية و16 عربة غولف وعربات الاستجابة النوعية للكوارث وحالات تعدد الإصابات، مجهزة جميعها بأعلى المعدات والتقنيات الطبية والمتقدمة، إلى جانب الجاهزية التامة لخدمة الإسعاف الجوي.
ويشارك في تنفيذ هذه المهمات، أكثر من 700 موظف من مختلف التخصصات، لضمان تقديم الخدمات الإسعافية بكفاءة عالية. وتشهد الخدمات الإسعافية تكثيفاً خاصاً في المسجد النبوي خلال صلاة التراويح والتهجد، مع مضاعفة الجهود ليلة 27 من رمضان وليلة الختمة، إضافة إلى تغطية صلاة العيد وزيارة الروضة الشريفة. كما تم تعزيز القوى التشغيلية بما يتناسب مع أعداد المصلين، عبر الاستفادة من 1500 متطوع ومتطوعة يعملون على مدار الساعة في مختلف ساحات وأقسام المسجد النبوي والمساجد الكبرى بالمدينة المنورة، كما تشمل الخطة دعم مركز الترحيل الطبي وغرفة القيادة والتحكم بأكثر من 70 فرداً، ما يسهم في تحسين كفاءة الاستجابة وتسريع عمليات الإنقاذ والإسعاف، ويشرف طبياً على جودة الخدمات الطبية المقدمة 13 طبيباً مناوباً في غرفة التحكم الطبي. وتعتمد الخطة التشغيلية على نقاط الانطلاق الإسعافية المنتشرة في مختلف المواقع الإستراتيجية.
ومن ضمن الجهود التي تقدم للزوار خلال شهر رمضان المبارك، تعكف أمانة منطقة المدينة المنورة على تقديم أفضل الخدمات لأهالي المنطقة وزائريها على مدار الساعة، من خلال إشرافها ومتابعتها لأعمال المنشآت التجارية، والرقابة الصحية على الأسواق والمطاعم، وتنفيذ جولات للكشف على المواد الغذائية عبر مختبراتها لضمان سلامة الأغذية، إضافةً إلى رفع النفايات والمخلفات الصلبة للحفاظ على البيئة، وتعزيز مستوى جودة الخدمات لضمان بيئة صحية وآمنة خلال الشهر الفضيل. وقد شملت الجهود تنفيذ أكثر من 9700 جولة رقابية، وسحب ما يزيد على 1144 عينة مخبرية، و25 جولة متنقلة للمختبر المتحرك، و1323 للمختبر المركزي، ورفع ما يزيد على 22 ألف طن من النفايات السكنية، يقف على تنفيذها مجتمعةً أكثر من 8 آلاف مشارك ومشاركة من الكوادر البشرية، وما يزيد على 800 آلية ومعدة. إلى جانب مشاركة 3780 متطوعاً ومتطوعة يعملون في الرقابة، والإرشاد، وحفظ النعمة، وخدمة ضيوف الرحمن، وسقيا الماء، ومنع الافتراش في الأماكن العامة.
وأكدت الأمانة استمرار أعمالها الميدانية والرقابية طوال شهر رمضان المبارك، مع تكثيف الجهود في المناطق ذات الكثافة العالية، لضمان تقديم أفضل الخدمات البلدية وتحقيق أعلى مستويات الجودة في بيئة المدينة المنورة، مشيرةً إلى استمرار خططها التشغيلية لزيادة وتيرة أعمال النظافة العامة، وتحسين المشهد الحضري، وتكثيف الرقابة الصحية، إضافة إلى تعزيز فرق العمل في المواقع الحيوية والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية لضمان بيئة آمنة ومريحة للسكان والزوار.
رحلة أشبه بالخيال
في الاتجاه نفسه، ثمّن المعتمر علي عباس من السودان، حزمة الخدمات اللوجستية والمشاريع الجبارة لتسهيل رحلة العمرة. وأبان أن خدمة المرافق الملحقة بالمسجد الحرام جاءت لتؤكد على الدور الكبير الذي تقوم به حكومة المملكة لراحة قاصدي البيت الحرام، مثل السلالم الكهربائية وعربات الطواف الجماعي والفردي التي تم تخصيص جزء كبير منها لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، والخدمات الصحية والإسعافية.
ونقل المعتمر حفيظ الرحمن عبدالله من بنغلاديش، مشاهد رحلته الإيمانية منذ وصوله مطار الملك عبدالعزيز؛ إذ استقل قطار الحرمين للوصول إلى المدينة المنورة. وعن تجربته أكد حفيظ الرحمن أنها كانت أشبه بالخيال، مشيراً إلى سرعة القطار وفخامة مقاعده وتنوع درجات الضيافة. مؤكداً تكرار التجربة في الأعوام القادمة مع أسرته. وعن مسجد السيدة عائشة بالتنعيم قال حفيظ الرحمن: غمرتني دموع الفرح وأنا أزور المسجد كأول مرة وشدتني البنايات الضخمة ومنظومة الخدمات المحيطة بالمسجد من دورات مياه وحدائق ومسطحات خضراء تثير البهجة في النفس. وأشار عبدالحفيظ إلى منظومة التسهيلات الحكومية لراحة المعتمرين وتمكينهم من أداء النسك على أكمل وجه.
وأشار محمد غلام إلى أن السُّفر الرمضانية التي شاهدها خلال زيارته مكة المكرمة، وتقديم الوجبات من الجميع وفي كل موقع، تكشف حب هذا الوطن ومواطنيه لفعل الخير، وأن ما وجده في قطار الحرمين من خدمات وراحة لا تقدمها أي دولة في العالم.
وتؤكد زكية محمود أنها كانت غير قادرة على السير على قدميها، لولا أن جنّد الله لها شباباً متطوعين قاموا بتطويفها وإكمال مناسكها على أكمل وجه دون مقابل، وعرفت لاحقاً أن هؤلاء الشباب ينتسبون لإحدى الجمعيات الخيرية التي تعمل داخل المسجد الحرام، ولسانها يلهج بالدعاء لكل من ساعدها على إتمام عمرتها.
خدمات تثلج الصدر
أشاد عدد من المواطنين والمقيمين والزوار في المدينة المنورة، بتطور الخدمات. وقال عبدالرحمن الحربي إن الخدمات في المسجد النبوي كل عام تمضي بصورة تصاعدية، وهذا النهج محل تقدير الجميع وغير مستغرب. أما الزائر محمد علي من اليمن، فأثنى على الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن. وقال: إن ما وجده المعتمرون من خدمات، لا توصف.
وقال المقيم إسماعيل عبدالعظيم سوداني: إن ما نشاهده من خدمات عظيمة في المسجد النبوي تثلج الصدر، وتجعل المصلين والزوار يؤدون عباداتهم بطمأنينة وراحة. وأضاف أن عبارات الشكر لا تكفي قادة هذه البلاد المباركة على ما يقدمونه من خدمات لضيوف الرحمن والزوار لهذه البقعة المباركة.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.