البروفيسور هيلة منديل التويجري: نموذج الريادة الأكاديمية وصناعة المستقبل
تجسيد الطموح …
في ظل مساعي المملكة العربية السعودية لتحقيق رؤيتها الطموحة 2030م، التي تهدف إلى بناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، برزت شخصيات أكاديمية وطنية أسهمت بشكل كبير في دعم الأهداف التعليمية والتنموية في المملكة. ومن بين هذه النماذج الريادية، تتصدر البروفيسور هيلة منديل التويجري المشهد الأكاديمي كأول امرأة سعودية تحصل على درجة الأستاذية في الإدارة التربوية بجامعة القصيم، مقدمة نموذجًا مشرفًا للمرأة السعودية الطموحة في التعليم والقيادة وخدمة المجتمع.
المسيرة العلمية والمهنية
بدأت رحلة البروفيسور التويجري التعليمية بحصولها على درجة البكالوريوس في التربية الإسلامية بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من كلية التربية في القصيم. واستكملت دراستها العليا بحصولها على درجتي الماجستير والدكتوراه في التربية مع تخصص دقيق في الإدارة التربوية من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا.
امتدت خبرتها المهنية عبر مجموعة من المناصب الأكاديمية والإدارية، من ضمنها وكيلة كلية التربية ببريدة لشؤون الطالبات، ووكيلة كلية العلوم والآداب بمحافظة الاسياح للشؤون التعليمية. كما شغلت عضوية هيئة التدريس في كلية التربية بجامعة القصيم وأسهمت في عدد من الخطط الاستراتيجية والتشغيلية، إلى جانب إشرافها الأكاديمي على برامج ودبلومات تدريبية.
الإسهامات الأكاديمية والبحثية
تعد البروفيسور التويجري من أبرز الباحثين في مجال القيادة التربوية، حيث نشرت أكثر من 25 ورقة علمية في مجلات علمية محكمة. كما أشرفت وناقشت رسائل ماجستير ودكتوراة، وحكمت أكثر من 80 بحثًا علميًا. وشاركت في مؤتمرات محلية ودولية مقدمة أوراقًا بحثية بارزة في مجالات التعليم والقيادة التربوية والتنمية المستدامة. تناولت الجودة الإدارية، الريادة التعليمية، وحوكمة التعليم، حيث قدمت رؤية شاملة لدور التعليم في تحقيق الأهداف الوطنية. كما أشرفت على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه وشاركت في تحكيم أبحاث علمية في عدد من الجامعات المحلية والدولية.
العضويات المهنية
تميزت البروفيسور هيلة التويجري بحضورها الفاعل في العديد من الجمعيات والمجالس المهنية، حيث أسهمت بشكل بارز في تعزيز العمل الأكاديمي والمجتمعي على مستوى المملكة. شغلت عضوية المجلس السعودي للجودة، الذي ساهمت من خلاله في دعم معايير التميز والجودة في التعليم، كما كانت عضو في الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية (جستن)، حيث عملت على تعزيز البحث العلمي. إضافة إلى ذلك، أسهمت بفعالية في المجلس الاستشاري النسائي لجمعيات البر الخيرية، حيث ركزت جهودها على دعم المبادرات المجتمعية وتنمية دور المرأة في التنمية المستدامة. ومن خلال عضويتها في مجلس قسم أصول التربية بجامعة القصيم، لعبت دورًا محوريًا في تطوير الخطط الدراسية وتعزيز الأداء الأكاديمي، مما يعكس التزامها بتحقيق التميز التعليمي ودعم رؤية المملكة 2030.
دورها في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030م
تسعى البروفيسور التويجري لتحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030م، من خلال تطوير التعليم العالي وتعزيز مفاهيم القيادة والجودة والتنمية المستدامة. تؤمن بأن التعليم هو أداة التغيير الأكثر تأثيرًا في المجتمع، وأن الاستثمار في إعداد أجيال مبدعة وريادية هو أساس بناء مستقبل مشرق. كما أسهمت في تطوير برامج الدراسات العليا وتدريب القيادات المدرسية من خلال برامج مثل “القيادة المدرسية الفعالة”. حيث تتضح جهود البروفيسور هيلة التويجري في دعم رؤية 2030م عبر عدة محاور تتوافق مع أهدافها، ومنها:
١. تطوير جودة التعليم العالي:
عملت على إعداد الخطط التشغيلية والاستراتيجية في كلية التربية (شؤون الطالبات) وكلية العلوم والآداب في الاسياح في جامعة القصيم، إلى جانب وضع أدلة إرشادية لتعزيز جودة الخدمات التعليمية، بما يتماشى مع هدف “تحسين جودة التعليم والتدريب”.
٢. تنمية المهارات القيادية والإبداعية:
قدمت برامج تدريبية متخصصة مثل “القيادة المدرسية الفعالة” وورش عمل لتطوير مهارات القيادة والابتكار، وتدريب القيادات التربوية على مفاهيم الجودة الشاملة والتعليم الفعّال. وتأهيل طلبة الدراسات العليا على اتقان المهارات البحثية، مما يدعم بناء أجيال قادرة على تحقيق الريادة، وهي أحد ركائز رؤية المملكة 2030م ضمن أهداف برنامج “تنمية القدرات البشرية”.
٣. تعزيز التنمية المستدامة:
عملت البروفيسور التويجري على تعزيز التنمية المستدامة من خلال مشاركتها في إعداد خطط المسؤولية الاجتماعية وتنظيم حملات مجتمعية في جامعة القصيم، ركزت على تعزيز الوعي والاستدامة، بما يدعم أهداف “مجتمع حيوي”.
٤. الابتكار في البحث العلمي:
قدمت البروفيسور التويجري عدد من الاسهامات البحثية وأعمال التحكيم العلمي وتدريب طالبات الدراسات العليا على استخدام قواعد البيانات والمكتبة الرقمية، مما يعزز مفهوم الابتكار التعليمي وهدف “تعزيز الابتكار في البحث والتطوير”، أحد ركائز رؤية المملكة٢٠٣٠م.
خدمة المجتمع والتدريب
إلى جانب العمل الأكاديمي، قدمت البروفيسور التويجري إسهامات متميزة في خدمة المجتمع تمثلت العديد من الدورات التدريبية في “مهارات الاتصال” و”تطوير الذات”، ونظمت ورش عمل متعددة لتحسين جودة التعليم وتطوير القيادات المدرسية. كما نظمت مبادرات توعوية مثل برامج التوعية الصحية، وتعزيز الأمن الفكري، وورش العمل التوعوية والتثقيفية. إلى جانب ذلك، أعدت خططًا استراتيجية للمسؤولية الاجتماعية بالتعاون مع جامعة القصيم، شملت حملات توعوية وبرامج دعم مجتمعي. ومن خلال جهودها التدريبية، قدمت دورات حول “تعزيز الأمن الفكري” و”التعامل مع المراهقات”، مما أسهم في بناء بيئة تعليمية واجتماعية متماسكة لتحقيق مجتمع حيوي ومستدام.
التكريم والإنجازات
حظيت البروفيسور هيلة منديل التويجري بتكريم واسع تقديرًا لإسهاماتها الأكاديمية والمجتمعية المتميزة، حيث تلقت شهادات ودروعًا من جهات وطنية ودولية بارزة. كان من أبرز تكريماتها شهادة شكر وتقدير من حرم صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم الأميرة نورة بنت محمد آل سعود، والتي عكست اعترافًا بدورها الريادي في التعليم والتنمية. كما حصلت على تكريم من جامعة القصيم لإسهاماتها في تطوير وتنفيذ الخطط الأكاديمية. إضافة إلى ذلك، نالت جائزة أفضل ورقة بحثية من المعهد العالمي لإدارة الأبحاث بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، مما يجسد تميزها في البحث العلمي على المستوى الدولي. تعكس هذه التكريمات مكانتها كرمز أكاديمي وقيادي ساهم بعمق في تحقيق رؤية المملكة 2030، خصوصًا في مجالات الجودة التعليمية والمسؤولية الاجتماعية.
الرؤى والتطلعات
تتمثل رؤية البروفيسور هيلة منديل التويجري في تحقيق تحول شامل في قطاع التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030، التي تسعى إلى بناء اقتصاد معرفي ومجتمع حيوي قائم على الجودة والاستدامة. تنطلق رؤيتها من إيمان عميق بأن التعليم هو الأداة الأكثر فعالية لإحداث التغيير، وأن الاستثمار في إعداد أجيال من القادة التربويين المبدعين والرياديين يشكل الأساس لبناء مستقبل مشرق. تهدف البروفيسور هيلة إلى تحقيق هذه الرؤية من خلال تطوير البرامج الأكاديمية والبحثية التي تعزز من جودة التعليم وتدعم الابتكار، مع التركيز على بناء قدرات الأفراد والمؤسسات لقيادة التحولات التنموية الكبرى. كما تسعى لإرساء مفاهيم القيادة الفاعلة، والمسؤولية المجتمعية، والتنمية المستدامة من خلال مبادراتها وبرامجها المجتمعية، واضعة نصب عينيها أن التعليم ليس فقط أداة للمعرفة، بل منصة لتمكين الأفراد من الإبداع والابتكار، وتحقيق تأثير مستدام يعزز مكانة المملكة كدولة رائدة على المستوى الإقليمي والدولي.
وللإنجاز بقية …
تمثل البروفيسور هيلة منديل التويجري نموذجًا للمرأة السعودية الطموحة التي استطاعت تحقيق التميز الأكاديمي والشخصية القيادية التي تجمع بين الطموح الراسخ والرؤية المستقبلية لتحقيق تطلعات المملكة في ضوء رؤية 2030م. إن إنجازاتها في التعليم والبحث وخدمة المجتمع تعد مصدر إلهام للأجيال القادمة لتحقيق التميز والمساهمة في بناء مجتمع مستدام ومزدهر، حيث تمتد جهودها نحو بناء أجيال قادرة على الريادة والإسهام في تحقيق تنمية مستدامة. بروحها القيادية وفكرها المستنير، تستمر البروفيسور هيلة في رسم ملامح مستقبل تعليمي متطور يُثري الاقتصاد المعرفي، ويُعزز مكانة المملكة كمركز للابتكار والتميز على الصعيدين الإقليمي والدولي. ومع إيمانها بأن للتعليم قوة تحولية تتجاوز الحاضر، فإن أعمالها وإنجازاتها تحمل وعدًا بمواصلة التأثير الإيجابي، وتجعلنا على يقين بأن القادم يحمل في طياته إنجازات أعظم وتأثيرات أعمق، تعكس رؤيتها الطموحة وتُخلد إرثها الأكاديمي والقيادي.
صحيفة عكاظ اليوم ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.